رومانسية فاخرة



   
: مدخل
" إذا أحببت شخصًا وأنت لا تدري ما السبب فهذا هـو
الحُب الحقيقي". 


لا أدري من قال هذا الكـلام الغير منطقي ولكني
أشفق عليه حقًا وعلى كل من يكتب في الحُب
باعتباطية ويحسب أنهُ بذلك صنفٌ رومانسيٌ فاخر.
إن كُنتَ لا تدري عن سبب حُبك لشخص ما فهذه
سطحية ، عدم وعي، وعدم نضج ليس إلا وأنت
بعيدٌ كل البعد عن الحُبِ المُسمى حقيقي .
لكلِّ شيء سبب ولكل بناء أساس وفـي الحُب يبدأ
بالإنجذاب وانسجام الأرواح وتناغمها. أنت لا تتعلق
وتهوى شخصاً هكذا من دون أن يكون فيه ولو مثقال
ذرةٍ من شيءٍ ما سرق نبضك وأسرَّ عقلك. فدع عنك
تلك العبارات الرنانة التي يتلاشى رنينها أمام الواقع
وتبدو للعقل ساذجة.
وعلى عكس ما تظن أن تعرف أسباب هذا الحب
يساعدك أن تفهم من أنت وما تريد و يجعل عواطفك
أكثر ثباتًا، وبمجهود كلى الطرفين فقط في الحفاظ
على ما يجمعهما يُقال عنهُ " حبٌ حقيقي ". وبتجردهِ
من الغايات وليس الأسباب يُقال عنه حقيقي .
أو هل أحدثكم أيضًا عن المثالية الفاخرة ؟
هي حين تسألُ أحدهم هل شكل من تود الارتباط به
مُهم ؟
فيجيبك بكل ثقة " المظهر غير مُهم الجوهر أهم " .
أقولها بصراحة ٧٠٪ من هؤلاء كاذبون فعندما تدق
ساعة الارتباط لا الرجل يريد الزواج من قبيحة و لا
الأنثى بالوحش. أي نعم خُلق المرء مطلب ولكن
حُسن الشكل يلعب دور في الشعور بالقبول كذلك.
وإلا لما قال صلوات الله وسلامة عليه في أحد
الأحاديث الشريفة ( ألا أخبرك بخير ما يكتنز المرء؟
المرأة الصالحة التي إذا نظر إليها سرته، وإذا أمرها
أطاعته .. الخ . وفي حديث آخر قال : ( أفضل
نساء أمتي أصبحهنَّ وجهًا، وأقلهنَّ مهراً ) . لذا دع
مثاليتك الفاخرة جانبا وكن صريحا فأمام رغباتك و
تفاعلات جسدك الكيميائية تسقط تصريحاتك بضربة
القاضية.


مخرج :
في المثالية الفاخرة ولتوضيح ولكي لا يخرج ليّ
شخصٌ من القمقم معترضا رافعا لافتة " أن الحب
لا يعرف شكلاً ولا جنسًا ولا ديناً". 
أقول هنا لا دخل للحب مجرد شخصان غريبان
وارتباط تقليدي. وقصص الواقع تُثبت أن الكثير
تعرضو للرفض لأن المتقدم لم تكن به صفات الحُسن
المنشودة و ذات الشيء ينطبق على الأنثى المُراد
خطبتها .
 

تعليقات