كان يقف على الرصيف بالقرب من إشارة المُرور. شعرٌ اشعث ووجهٌ مُغبرْ
ذو ملامح جامدة وجسدٍ نحيل. عمار طفلٌ في السادسة من عمره مُذ ابصر
النور تلقاه البؤس في أحظانه وما إن تعلم المشي حتى قبضت على يده يد
المسؤولية تقوده إلى حيثُ سوق العمل الذي هو عالمٌ للكبار.
الأشارة حمراء..
بسرعة البرق يتوجه عمار ناحية السيارات يطرق النوافذ ليعرض بضاعتة
البسيطة. البعض يشتري منه والبعض الآخر يكتفي بأعطائه النقود ولا يأخذ
شيئاً، وهناك من لا يفتح له ولا يتعاطى معه.
الأشارة خضراء..
بسرعة ذاتها يعود الى مكانه ولكن على الرصيف المقابل وهكذا الى أن
ينقضي اليـوم ويكون التعب قد تملكه فيعود الى حيث يسكُنْ "الشــــارع ".
تنبية / الأطفال المتشردون والفارون من أسرهم والمتسولون
حقيقة في مجتمعاتنا وأقولها وأنا أشعر بالخزي والأسف.
لأننا نعتنق دين الأحسان والتكافل. دين الرحمة ولكن حين ترى
الجرائم التي ترتكب في حق الطفولة والأستغلال البشع لسؤ
حالهم وبعض الحكومات لا تحرك ساكناً. وحين ترى السائل منهم يُنهر أمام
ناظرك أو صدود الجموع عنه وتلمح الأنكسار في وجهه لا تملك ألا
تشعر بذلك وأكثر. ستتمنى لوأن الديانة الأسلامية تسحب من هؤلاء
كما تسحب الجنسيات من كل متمرد يشوه صورة البلد.
بقلم/ وفـاء عبدالعزيز
تعليقات
إرسال تعليق