مشاهد من الحياة.. ( 2 )

لقد نام الصغار أخيراً. نظرت ريهام إلى الساعةِ في
معصمها ووجدت أنها تشير إلى التاسعةِ مساءً.
لازال زوجها خارج المنزل !
تنهدت وهي تمدد جسدها المرهق على الأريكة تنشد
 الراحة. لتتناول بعدها أحدى المجلات الموضوعة
 على المنضدة المجاورة تقلب فيها. مرت بضع ثوان 
وأذا بجرس الباب يقرع فجأة!
مُقطبة الجبين تسائلتْ : من عساه يكون القادم في هذه
 الساعه ؟!
توجهت نحو الباب وصاحتْ قائله :
- من الطارق ؟
لم يجب أحد، فعادت تكررسؤالها ولكن من دون جدوى
هزت كتفها بلا مبالاة وعادت أدراجها.
- لا بد انهُ أبنُ الجيران فهو يهوى اللعب بالأجراس
كانت تُحدث نفسها بذلك عندما تناهى إلى مسامعها صوت
تحطُم زُجاجْ !. ركضت ناحية  مصدرالصوت وما إن 
وصلت حتى رأت زجاج نافدة غرفة الجلوس  مهشماً و
الشظايا تملأ أرجاء المكان. شعرت بالخوف وراح قلبها
 يقرع كالطبل
" يجب أن تتصل بزوجها ". 
ألتقطت سماعة الهاتف بيدين مرتعشتين، ولصدمتها كان
 الخط مقطوعاً !
ألقتهُ جانباً وأسرعت الى غرفة نومها حيث الخليوي وما 
أن شرعتْ بالأتصال حتى سمعت صوت الباب
الأمامي يُفتح. أستبد بها الخوف وراحت ترتجف كالورقة
" أين هو.. لما لا يجيب ؟! ".
همست بتوتر وإذا به يظهرأمامها. كادت تبكي لفرط سعادتها
برؤيته، ولم تتمالك نفسها فهرعتْ أليه وهي تقول بلهفةٍ :
الحمد لله أنك أتيتْ كدت أموت خوفاً شخصٌ مـا حطم
نافدتنا وقطع خط الهاتف و.........
توقفت عندما لاحظت برودته والنظره الغربية في عينيه
- أحمد ؟!
قالتها بحيرة واذا به يُخرج سكيناً ويهوي بها على صدرها
الصرخة المدويه التي خرجت منها كانت كفيلة بخروج
الروح معها، ولكن لم يكن هناك ألم أو دماء ؟!.. فتحت
عينيها لتجد نفسها في سريرها وأشعة الشمس الذهبيه تملىء 
الغرفة بوهج ٍآخاذ.

معلومة / هل تعلم ان مدة حلم الأنسان 6 ثواني فقط؟!
نعم هذا مايقوله العلماء والدارسون ، فالحلم لا
يستغرق ألا عدة ثواناً ولكن العقل الباطن يوهمك أنك
تحلم طوال الليل..




بقلم/ وفـاء عبدالعزيز