المسؤولية..

 بعض المفردات تُعبر عن ذاتها بمجرد لفظها أي أنها ذات
وقعٍ ثقيل وثقلها مُكتسبٌ من معناها وما تُعبر عنه
كـ "المسؤولية". تخيل أنك تسير في طريقٍ طويل وعند
كل نقطة توقف يُدفع أليك بصندوقٍ لتحمله على أكتافك.
ألن ينالك الأرهاق والتعب بسبب ثقل وزنها؟. هكذا
نحن ما أن نبلغ الرشد ويبدأ المسير .المسؤولية عبأ ٌو
ثِقلٌ على كل من يتحملها ألى أن يُشعر بأنه أوفها حقها
وأنجز ما كُلف به. وفي هذه الحياة وبوصايا وأرشادٍ
رباني نحنُ مسؤولون عن أنفسنا ،أبناءنا، أعمالنا، وحتى
عن بعض الأفراد في المجتمع.
الأمر مُرعب بعض الشيء فجميع ماسبق يشكل مسؤولية ضخمة.
والواقع ما من أنسان يستطيع ان يتولى زمام
كل الشيء وفي الوقت ذاته يوازن في ما بينها بحيث
لا تطغى ألتزاماته ومسؤوليته إتجاه نفسه على النواحي
الأخرى. فكثيرٌ منا يركز على جانب ويسهو عن جانبٍ
آخر ، والنهاية تساؤلات صغيرة نخاطب بها أنفسنا ونحنُ
نرى قوافل التُعساء تسير بها المنايا لحتفها.
أين أنا عن جاري الشيخ الكبير؟
أين أنا عن ذاك اليتيم الذي ينام في الأزقة؟
أين أنا عن الأرملة التي تقطن في نهاية الحي ؟
وختامها وبكل ندم : أين أنا من المسؤولية؟!
في العطاء وتقديم المعروف لست بمُجبر لكنك مُلزمْ و
أنت أكبر الخاسرين أن غفلة عنه أو تركته ففعل الخير
مرودهُ عظيم تلمسه في الراحة والرضى الذي يسبغ قلبك
وفي التوفيق الذي يلازم كل خطوة تخطوها .
مخرج :
أن التعاطف والتراحم هو أحد دلائل صحة الأنسان
النفسية والروحية. فالأنسان المُبتلى بالأنانية وحب
الذات لن يمد يده لأيٍّ كان لأن عواطفه مُحتجزة في
وعـاء الآنـا ولا تنساب لتروي من حولها.
بقلم/ وفـاء عبدالعزيز